60 ألف شخص يشاركون في النسخة العاشرة من سباق زايد الخيري في مصر

اختُتمت صباح اليوم فعاليات النسخة العاشرة من سباق زايد الخيري، الذي أُقيم في مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة في جمهورية مصر العربية. شهدت الفعالية إقبالًا جماهيريًا غير مسبوق، حيث شارك فيها 60 ألف متسابق ومتسابقة من مختلف الفئات، بما في ذلك الأسوياء وأصحاب الهمم، في مشهد إنساني ورياضي يُظهر المكانة المرموقة للسباق كأحد أبرز المبادرات الخيرية والرياضية في المنطقة، تحت شعار «نجري للعون».تميزت النسخة العاشرة من السباق بحضور جماهيري كبير وتنظيم رائع، مما جسّد النجاح المستمر لهذا الحدث منذ بدايته، وأكد على رسالته النبيلة التي تجمع بين الرياضة والعمل الإنساني. وقد خُصص ريع السباق لدعم مجموعة من المشاريع الإنسانية، بما في ذلك مراكز غسيل الكلى الحكومية، بالإضافة إلى بنك الطعام المصري لصالح مشروع «ريان مصر»، الذي يهدف إلى حفر الآبار، وإنشاء المزارع السمكية، وتوفير مصادر مستدامة للغذاء والمياه، مما يسهم في تحسين جودة حياة الأسر الأولى بالرعاية في مختلف المحافظات.

أعطى شارة الانطلاق للسباق الفريق الركن محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للسباق، برفقة معالي الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، وسعادة حمد الزعابي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، بحضور سعادة أحمد ساري المزروعي أمين عام هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ومحمد حاجي خوري المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، وسعادة الدكتور أحمد القبيسي الأمين العام المساعد لمجلس أبوظبي الرياضي.

شمل السباق مشاركة واسعة من جميع الأعمار والفئات، حيث توزعت المنافسات على مسارات وفئات متعددة، خُصصت للأسوياء وأصحاب الهمم، مما يُظهر حرص اللجنة المنظمة على تعزيز مبادئ الشمولية والمساواة، وإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في هذا الحدث الإنساني الكبير. أصبح السباق منصة سنوية لنشر ثقافة العطاء والتطوع والعمل المجتمعي.

ورصدت اللجنة المنظمة للسباق جوائز مالية بلغت 20 مليون جنيه مصري، استفاد منها 10 آلاف فائز وفائزة، بواقع 7 آلاف من فئة الأسوياء و3 آلاف من أصحاب الهمم. يُظهر هذا الدعم الكبير حجم الجهد المبذول لتحفيز المشاركة وتعزيز البعد الاجتماعي والإنساني للسباق. حصل الفائز بالمركز الأول في كل فئة على جائزة قدرها 100 ألف جنيه مصري، بينما نال صاحب المركز الثاني 80 ألف جنيه، وصاحب المركز الثالث 70 ألف جنيه، وسط أجواء احتفالية تعكس روح التنافس الشريف والفرح بالإنجاز.

أسفرت نتائج السباق عن فوز ياسر الشعشوعي بالمركز الأول لفئة الرجال لمسافة 10 كيلومترات، وهيثم عادل بالمركز الأول لفئة المحترفين من أصحاب الهمم لمسافة 5 كيلومترات، ومحمد حسن حسب النبي بالمركز الأول لفئة الهواة من أصحاب الهمم لمسافة 5 كيلومترات، ورقية المقيم بالمركز الأول لفئة السيدات لمسافة 10 كيلومترات، وأميرة خيري بالمركز الأول لفئة السيدات صاحبات الهمم المحترفات لمسافة 5 كيلومترات، وملك حسين بالمركز الأول لفئة الهاويات من صاحبات الهمم لمسافة 5 كيلومترات.

أعرب الفريق الركن محمد هلال الكعبي في تصريح له عن سعادته الكبيرة بالنجاح الذي حققته النسخة العاشرة، مؤكدًا أن المشاركة القياسية التي بلغت 60 ألف متسابق ومتسابقة تمثل رسالة واضحة على مكانة السباق في قلوب المصريين وثقتهم برسالته الإنسانية النبيلة. كما أشار إلى أن هذا الإقبال الكبير يعكس روح التكافل والتضامن التي تجمع أبناء الإمارات ومصر، ويجسد عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، التي تقوم على التعاون والمحبة والعمل المشترك من أجل الخير.

أضاف أن سباق زايد الخيري سيواصل مسيرته الإنسانية مستلهمًا المبادئ والقيم التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نشر الخير ومد جسور العون والمحبة إلى مختلف دول العالم. وأكد أن اللجنة المنظمة حريصة على تطوير السباق في كل نسخة لتعزيز أثره الإنساني والتنموي بما يسهم في دعم الفئات الأكثر احتياجًا وتحسين جودة حياتهم. وهنأ الكعبي جميع الفائزين والفائزات، مشيدًا بروحهم الرياضية العالية، ومثمنًا في الوقت نفسه جهود المتطوعين والشركاء والرعاة الذين كان لهم دور أساسي في إنجاح الحدث.

من جانبه، أكد سعادة أحمد ساري المزروعي أن سباق زايد الخيري يمثل نموذجًا رائدًا للعمل الإنساني المشترك، ويعكس التزام دولة الإمارات بنهجها الثابت في دعم المبادرات الخيرية والتنموية داخل الدولة وخارجها. أوضح أن العائد الإنساني للسباق يسهم بشكل مباشر في دعم مشروعات حيوية تمس حياة آلاف الأسر، خاصة في مجالات الصحة والغذاء والمياه، مشيرًا إلى أن الشراكة مع الجهات المصرية تعزز من فاعلية هذه الجهود، وتضمن وصول الدعم إلى مستحقيه بكفاءة واستدامة.

قال: «على هامش سباق زايد الخيري 2025، يقدم الهلال الأحمر الإماراتي مليون درهم هدية للشعب المصري، تُوَجَّه تحديدًا للقطاع الصحي لدعم شراء معدات وأجهزة طبية لمستشفى الدمرداش لعلاج الأطفال، و500 ألف درهم للمعهد القومي للأورام لشراء أجهزة ومستلزمات طبية».

بدوره، أشاد الدكتور أحمد القبيسي بالنجاح الكبير الذي حققته النسخة العاشرة من السباق، مؤكدًا أن هذا الحدث أصبح علامة مضيئة في مسيرة العمل الإنساني والرياضي المشترك بين الإمارات ومصر. كما أشار إلى أن المشاركة الواسعة والتنظيم المتميز يعكسان عمق العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين، ويجسدان رؤية مشتركة تقوم على توظيف الرياضة كأداة لنشر قيم الخير والتسامح والتعاون. أضاف أن سباق زايد الخيري أصبح منصة جامعة لمختلف فئات المجتمع، ورسالة أمل متجددة للأسر المستفيدة من مشروعاته الإنسانية.

وفي هذا السياق، أكد محمد حاجي خوري، مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، أن المؤسسة تفخر بدعم سباق زايد الخيري ومبادراته المتواصلة، لما لها من أثر ملموس في تحسين حياة الفئات الأولى بالرعاية. كما أوضح أن توجيه ريع السباق إلى مشروعات مستدامة، مثل مشروع «ريان مصر»، يعكس رؤية استراتيجية تركز على تمكين المجتمعات، وتوفير حلول طويلة الأمد في مجالات المياه والغذاء والصحة، بما يتماشى مع رسالة المؤسسة وأهدافها الإنسانية.

اختُتمت فعاليات النسخة العاشرة من سباق زايد الخيري وسط أجواء من الفرح والفخر بالنجاح الذي تحقق، والتأكيد على مواصلة هذا النهج الإنساني في النسخ المقبلة، مما يعزز من مكانة السباق كأحد أبرز الأحداث الخيرية والرياضية في المنطقة، ويبعث برسالة دائمة بأن الرياضة قادرة على أن تكون جسرًا للعطاء والتعاون بين الشعوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى