محادثات سرية بين إسرائيل وسوريا بوساطة أمريكية لتقليص التوتر

شكرًا لكم على متابعة محادثات سرية بين إسرائيل وسوريا بوساطة أمريكية لتقليص التوتر وللمزيد من التفاصيل
كشفت مصادر مطلعة لـ “وول ستريت جورنال” بأن إسرائيل وسوريا تخوضان مناقشات سرية منذ عدة أشهر، تهدف إلى وضع حد للأعمال العدائية بين البلدين بعد سنوات من التوتر المدقع، وذلك ضمن جهود وساطة أمريكية بدأت برفع العقوبات عن دمشق لأول مرة منذ أعوام.
وأفاد التقرير بأن هذه المحادثات تأتي في أعقاب رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جزءًا من العقوبات المفروضة على سوريا يوم 30 يونيو، بهدف تمهيد الطريق أمام عملية تطبيع علاقات محتملة بين إسرائيل وسوريا، في إطار رؤية توسع أبوابها إلى دمشق وبيروت.
وتأتي الخطوة في ظل تغيرات سياسية ملحوظة، على رأسها رحيل بشار الأسد وتولي أحمد الشرع سدة المشهد السياسي في سوريا، الذي خفض النفوذ الإيراني في الجنوب السوري وطرد قواتها، وهو ما لاقى ترحيبًا إسرائيليًا، وفق ما نقلته وول ستريت جورنال.
مناقشات أمنية وترسيم حدود
ووفقًا لأساسيات التحرك، فإن المباحثات الحالية تتناول تنسيقًا أمنياً حول الحدود، وإعادة التزام باتفاق فك الاشتباك لعام 1974 داخل مناطق الـUNDOF في الجولان، مع اتفاق على إخراج القوات الإيرانية و”حزب الله” من المنطقة الحدودية.
وترعى هذه المباحثات واشنطن عبر ممثلين من لبنان والإمارات للمساعدة في تخفيف حدة المواجهة، بحسب مصادر مطلعة.
التحديات التي أمام الطريق
رغم هذه الخطوة، فإن خطر نشوء معوقات قانونية وسياسية يتربص بهذه المفاوضات، على رأسها قضية السيادة على الجولان، وهي قضية لا تزال محل خلاف جذري، إذ تعتبرها إسرائيل جزءًا من أراضيها، في حين تطالب بها دمشق كشرط لأي تسوية مستقبلية.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر آنذاك أن دمشق “لن تستعيد الجولان طالما هو جزء من الدولة الإسرائيلية”، مما يشير إلى احتمالات عقد اتفاقات جزئية دون تسوية نهائية.
ويرى المعنيون بالشأن الاستراتيجي في هذه المحادثات، رغم حضورها خلف الكواليس، تحوّلاً دبلوماسيًا ملحوظًا في توجه إسرائيل نحو دمشق، بعد عقود من انقطاع العلاقات.
وتعليقا على ذلك، وصف مسؤول إسرائيلي للمفاوضات بأنها “متقدمة”، موضحًا أن الجانبين يبحثان تنسيقًا أمنيًا أوليًا دون إصدار إعلان علني.
وتتجه أنظار المنطقة إلى مسار جديد يمهِّده حوار أمني تترعاه واشنطن، لترسيم قواعد جديدة للتعايش بين إسرائيل وسوريا، رغم الصعوبات الواضحة في مسألة الجولان وتوازن النفوذ الإقليمي.