طحين أم سم؟.. سكان غزة يعثرون على مخدرات في مساعدات مصدرها أمريكا وإسرائيل

أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتلقي بلاغات من مواطنين تفيد بالعثور على أقراص مخدرة داخل أكياس طحين مصدرها مراكز تدار تحت مظلة ما يعرف بـ”المساعدات الأمريكية الإسرائيلية”، والتي وصفها البيان بـ”مصائد الموت”.

وأوضح المكتب في بيان رسمي أنه وثق أربع شهادات لمواطنين عثروا على أقراص من نوع “Oxycodone” داخل أكياس الطحين، مشيراً إلى أن هذه المادة تعد من أقوى المسكنات الأفيونية وتستخدم طبياً في حالات الألم الشديد، لكنها قد تؤدي إلى الإدمان وسوء الاستخدام.

وأشار البيان إلى خطورة احتمال خلط هذه الأقراص داخل الطحين نفسه، وهو ما اعتبره “تهديدا مباشرا للصحة العامة” و”جريمة بشعة تهدف إلى تدمير النسيج المجتمعي الفلسطيني”، محملاً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الحادثة.

وأكد المكتب أن استخدام المخدرات ضمن المساعدات يُعدّ “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني” و”جريمة حرب” تهدف – وفق البيان – إلى استغلال الحصار المفروض على غزة لإدخال مواد ضارة عبر قنوات الإغاثة.

وطالب البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإغلاق ما وصفها بمراكز “مصائد الموت”، داعياً إلى إدخال المساعدات الإنسانية عبر جهات دولية رسمية فقط، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، ومنع أي تدخل من قبل إسرائيل أو جهات مرتبطة بها في عمليات توزيع المساعدات.

يذكر أن إسرائيل والولايات المتحدة بدأتا، منذ 27 مايو الماضي، بتنفيذ خطة لإدخال مساعدات محدودة إلى غزة بعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة، في ظل استمرار إغلاق المعابر بشكل شبه كامل منذ 2 مارس، ما تسبب بتكدس المساعدات عند الحدود، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية.

وانتشرت خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر العثور على أقراص “Oxycodone 80mg” داخل أكياس طحين، بعضها كان مخفياً ضمن طبقات من القصدير، بحسب ما كشفه عدد من الصيادلة في غزة، بينهم الدكتور خليل مازن أبو ندى والصيدلي عمر حمد، واللذان أشارا إلى احتمال خلط الطحين بالمادة المخدرة.

ما هو الأوكسيكودون؟

“Oxycodone” هو مسكن أفيوني قوي يستخدم لتخفيف الآلام الشديدة، خاصة لدى مرضى السرطان أو بعد العمليات الجراحية الكبرى، ويخضع لضوابط صارمة في صرفه، حيث يُصنف كمادة مخدّرة عالية الخطورة وفقًا للمعايير الدولية.

يتسبب الأوكسيكودون في الإدمان عند استخدامه خارج الإشراف الطبي، ويؤثر على الجهاز العصبي، ما قد يؤدي إلى ضعف في الإدراك، بطء في ضربات القلب، واكتئاب تنفسي قد يكون قاتلاً في بعض الحالات.

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، كان هذا الدواء سببًا رئيسيًا في عدد من الوفيات المرتبطة بالمخدرات عام 2011، ما يعكس خطورته عند الاستخدام غير المشروع.