حرب ترامب التجارية كلفت جنرال موتورز أكثر من مليار دولار

لا تزال الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تلقي بظلالها الثقيلة على كبرى الشركات الأمريكية، حيث كشفت جنرال موتورز عن خسائر ضخمة ناجمة عن الرسوم الجمركية المفروضة على مكوناتها وموادها المستوردة. 

ووفقًا للتقرير المالي الأخير للشركة، تكبدت جنرال موتورز 1.1 مليار دولار خلال الربع الثاني وحده بسبب هذه الرسوم، بينما تتوقع أن تصل التكلفة السنوية الكلية إلى ما بين 4 و5 مليارات دولار خلال عام 2025.

إيرادات قوية لكن الأرباح تحت الضغط

رغم هذا العبء المالي الكبير، سجلت جنرال موتورز إيرادات بلغت 47.1 مليار دولار في الربع الثاني، مع أرباح معدلة قبل الفوائد والضرائب وصلت إلى 3 مليارات دولار. 

وأوضحت الشركة أن التراجع في الأرباح يرجع بشكل رئيسي إلى الرسوم الجمركية التي استنزفت جزءًا كبيرًا من هوامش الربح.

في السوق الأمريكية، أعلنت جنرال موتورز عن إيرادات صافية قدرها 39.5 مليار دولار، مدفوعة بمبيعات قياسية لسيارات الكروس أوفر والطلب القوي على الشاحنات. 

كما انخفضت مخزونات الوكلاء، في حين ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بشكل ملحوظ، ما ساعد الشركة على مواجهة تأثير الرسوم.

ارتفاع أسعار المعاملات وانخفاض الحوافز

وأشارت الشركة إلى أن متوسط أسعار المعاملات تجاوز 51,000 دولار، وهو ما يعكس الطلب القوي على منتجاتها. 

في الوقت نفسه، شهدت الشركة انخفاضًا في حجم الإنفاق التحفيزي مقارنة بالمتوسط المعتاد، ما ساعد في تعويض بعض الخسائر الناجمة عن الرسوم الجمركية.

نمو ملفت لمبيعات السيارات الكهربائية

رغم التحديات، سجلت جنرال موتورز نموًا قويًا في قطاع السيارات الكهربائية. 

فقد ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 111% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما منح الشركة حصة سوقية بلغت 16% من سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأصبحت شيفروليه ثاني أكثر علامات السيارات الكهربائية مبيعًا في أمريكا، حيث حققت زيادة بنسبة 146% في مبيعاتها، بدعم من سيارة إكوينوكس الكهربائية بأسعارها المعقولة، والتي جاءت كثالث أكثر السيارات الكهربائية مبيعًا في البلاد حتى الآن هذا العام. 

كما عززت كاديلاك مكانتها كأكثر علامة تجارية فاخرة مبيعًا في فئة السيارات الكهربائية، وخامس أكبر علامة تجارية كهربائية بشكل عام في السوق الأمريكية.

جنرال موتورز تراهن على المرونة ومزيج الطاقة

في رسالتها للمساهمين، أقرت الرئيسة التنفيذية ماري بارا بأن نمو سوق السيارات الكهربائية يشهد تباطؤًا نسبيًا، لكنها أكدت على رؤية الشركة طويلة الأمد: “نعتقد أن المستقبل على المدى الطويل هو إنتاج مربح للسيارات الكهربائية، وهذا لا يزال يمثل لنا ركيزة أساسية”.

وأضافت بارا أن الشركة ستواصل التكيف مع الطلب المتغير، مع إعطاء الأولوية للعملاء والعلامات التجارية واستغلال بصمتها الصناعية المرنة، إلى جانب الاستفادة من استثماراتها المحلية في البطاريات. 

وأشارت إلى أن طرازات محركات الاحتراق الداخلي ستحظى بفترة تشغيل أطول مما كان متوقعًا، لدعم المرونة التشغيلية وتحقيق الأرباح.