الفكر المتطرف ليس وليد اللحظة وإنما امتداد لفكر الخوارج

شكرًا لكم على متابعة الفكر المتطرف ليس وليد اللحظة وإنما امتداد لفكر الخوارج وللمزيد من التفاصيل

قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن الفكر المتطرف الذي نشهده اليوم لم يظهر فجأة، بل هو فكر ممتد عبر التاريخ، تعود جذوره إلى زمن الخوارج الذين خرجوا على سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكفّروه، واستباحوا دمه، وقتلوه رغم مكانته العظيمة كابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته، وخليفة المسلمين، والذي قال فيه النبي: “أنا مدينة العلم وعلي بابها”.

وأضاف الدكتور تمام، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن هؤلاء المتطرفين في ذلك الزمن، كما هو الحال اليوم، كانوا يتكلمون باسم الدين، يرددون “قال الله وقال الرسول”، لكنهم في الحقيقة لا يملكون الأدوات العلمية لفهم النصوص الشرعية، فهم “حافظون لا فاهمون”، يقرؤون القرآن ويفسرونه حسب أهوائهم، ويطبقونه كما يشاءون دون علم أو تدبر.

وأكد أن أول خطوة إجرامية ارتكبها هؤلاء الخوارج كانت تكفير الإمام علي رضي الله عنه، ثم استباحة دمه، مشيرًا إلى أن ذلك يوضح خطورة استخدام الدين في غير موضعه. وشدد على ضرورة الانتباه وعدم الانخداع بمن يتحدث بالدين دون علم، قائلًا: “ربنا بيقول: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾”.

وأشار الدكتور تمام إلى أن التعامل مع القرآن الكريم يجب أن يمر بأربع مراحل هي: القراءة، ثم الفهم، يليه التدبر، وأخيرًا التطبيق، محذرًا من القفز مباشرة من القراءة إلى التطبيق كما تفعل الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، مما يؤدي إلى استحلال الدماء والأعراض وزعزعة استقرار الأوطان باسم الدين والشرع.

وتابع: “الفكر المتطرف الذي نراه الآن ليس جديدًا، بل هو نفس الفكر الذي بدأ مع الخوارج واستمر إلى يومنا هذا في أشكال مختلفة”.

المصدر / وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى