الجوع.. سلاح نتنياهو لإذلال الفلسطينيين وكسر إرادتهم

شكرًا لكم على متابعة الجوع.. سلاح نتنياهو لإذلال الفلسطينيين وكسر إرادتهم وللمزيد من التفاصيل
في مشهد دامٍ ستسجله ذاكرة التاريخ كوصمة عار، يستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلاح التجويع الجماعي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، في محاولة لكسر إرادتهم بعد أكثر من 20 شهرًا من الحرب المستمرة. وبدلاً من الاعتراف بفشل جيشه في هزيمة المقاومة، اختار نتنياهو سياسة “الطعام مقابل الاستسلام”، في ظل صمت عربي ودولي مخزٍ.
وبحسب تقارير إعلامية، ولاخراج المنظمات الدولية من القطاع، تعاون نتنياهو مع إدارة ترامب لإطلاق ما سُمّي بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، والتي تقدم وجبات طعام محدودة لسكان القطاع، على أن تُمنع في أوقات أخرى، في إطار خطة إذلال واضحة تستهدف تركيع الشعب الفلسطيني.
ورغم الإدانات الدولية للجريمة الماثلة أمام الجميع، فإن التحرك على الأرض شبه معدوم، ما عزز من تمادي الاحتلال الإسرائيلي في استخدام الجوع كسلاح عقابي. حيث يعاني نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء، وسط حصار مشدد منذ مارس 2025، عقب انهيار محادثات وقف إطلاق النار.
ومع وضوح الجريمة، فإن الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي حماس وفتح، وفشل القيادات في توحيد صفوفهم أو مخاطبة العالم بصوت واحد، ساهم في تفاقم الكارثة. فالكل مشغول بسياسة البقاء، حتى وإن مات الشعب الفلسطيني جوعًا.
وعلى الجانب الآخر، تقف الدول العربية عاجزة، لا تمارس أي ضغط حقيقي على الولايات المتحدة أو إسرائيل، رغم امتلاكها أوراقًا اقتصادية وسياسية مؤثرة، وكأنها ماتت أو غير موجودة، أو ان ما يحدث في غزة ليس على مرمى حجر من الجميع.
المشهد في غزة بات أكثر فظاعة مع صدور بيانات رسمية من منظمات دولية تؤكد أن الجوع أودى بحياة أكثر من 1000 فلسطيني منذ مايو الماضي، بينهم أطفال وأطباء وعاملون في فرق الإغاثة.
وكشفت وكالة “الأونروا” أن طواقمها تعاني من الإغماء بسبب الإرهاق والجوع، في وقت تشير فيه بيانات برنامج الغذاء العالمي إلى أن ثلث سكان القطاع يحرمون من الطعام لأيام متتالية، فيما يعيش ربع السكان في أوضاع تشبه المجاعة.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، وتم تشخيص 5000 طفل دون سن الخامسة بهذه الحالة في مايو فقط. فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 86 شخصًا قضوا بسبب الجوع خلال أيام، من بينهم 76 طفلًا، وهي أرقام مرشحة للارتفاع في ظل الحصار المستمر.
ووصف المفوض العام لـ”الأونروا”، فيليب لازاريني، الوضع بقوله: إن غزة “تحولت إلى جحيم على الأرض”، في ظل عجز العالم عن تأمين دخول المساعدات الغذائية والطبية. بينما تؤكد أطباء بلا حدود أنها تسجل “أعلى معدل من حالات سوء التغذية منذ بداية الحرب”.
وفي ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع الشاحنات الغذائية، ارتفعت حصيلة ضحايا الجوع في صفوف منتظري المساعدات إلى أكثر من 1,021 قتيلاً و6,500 مصابًا، بحسب وكالة “وفا”. الفلسطينية.
ورغم الكارثة الإنسانية، يواصل نتنياهو تمسكه بخيار الحرب، معلنًا أن “الحرب لن تتوقف إلا باستسلام كامل من حماس”. وذهب أبعد من ذلك في تأكيده أنه “قد يُسمح لحماس بالمغادرة من غزة فقط بعد نزع سلاحها بالكامل”.، ما يعني استمرار حرب الإبادة والقتل جوعا.
وفي هذا السياق، كشفت شبكة “سي إن إن” أن واشنطن حذرت حماس من أنها “شارفت على فقدان صبرها”، مطالبة بردّ سريع على مقترح هدنة يتضمن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً. إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن العقبة الأساسية ليست في حماس، بل في رفض دولة الاحتلال إسرائيل، تقديم خرائط انسحاب واضحة، وهو ما تطالب به المقاومة لضمان سلامة أي اتفاق.
وفي ظل المراوحة والمؤامرة واستنفار الجميع، لتأمين مكاسبهم واستمرارهم، تسابق الكارثة الزمن.. أطفال يموتون جوعًا، والمجتمع الدولي يكتفي بالتحذيرات، بينما تتواصل الحرب بلا هوادة، وبلا محاسبة، في جريمة العصر بامتياز.
المصدر / وكالات